كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة الكثير منا يحاول جاهداً زيادة نسبة التركيز في الأوقات التي يبذل بها جهد ذهني أو عضلي دقيق، لذا يحتاج الكثير منا إلى وسائل مساعدة لزيادة مستوى التركيز للحد المطلوب الذي يدفع باتجاه إنجاز المهمة المطلوبة، ولكن قد يقع البعض منا ضحية التشويش الدائم أو عدم التنظيم وبالتالي الفشل فيما كان مقرراً إنجازه ومعاودة الكرة حتى الوصول إلى القناعة التامة بأن الشخص لن يمتلك القدرة على ذلك.

هنا سنساعدكم في معرفة بعض الأمور التي قد تساعدكم في زيادة تركيزكم، والأمر يتطلب الاستمرار في ذلك لأعمال صغيرة ثم تعميمها على الأمور الأكبر حتى تصبح منهج حياتي دائم، وننصحكم بالابتعاد عن تطبيق النصائح بشكل مفاجئ وملزم، الأمر الذي سيسبب عبأً كبيراً عليكم دون تحقيق أي إنجاز يذكر.

في مقال نشره موقع BBC العربي عن وسائل زيادة التركيز أوضح عدة نقاط نلخصها لكم بالشكل الآتي:

درب نفسك على الشرود الإيجابي:

قد يقع الشخص بحالة شرود لبعض الأوقات بشكل متكرر أثناء اليقظة، وقد يرجح بعض العلماء أن الإنسان يقضي ما يقارب من 50% من وقته في أحلام اليقظة، أي بالتفكير بالأشياء التي قد تحصل والنتائج التي ستؤول لها عند التفكير بها. كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة؟

درب نفسك على الشرود الإيجابي
درب نفسك على الشرود الإيجابي

“تطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة.

ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتما، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود.”

وقد فرق العالم بول سيلي – عالم النفس في جامعة هارفرد – بين الشرود المتعمد والشرود العادي، إذ أن الشرود العادي يكون نتيجة إرهاق وتعب وتفكير طويل وربما الدخول في موجة من التخبط والفوضى، والذي قد يصحو منه الشخص بفعل خارجي كارتطام في شيء ما أو التنبه للأصوات الخارجية.

بينما الشرود المتعمد يحفز القشرة الأمامية من الدماغ على التخطيط ومحاولة إعطاء حلول للموضوع الذي يفكر به الشخص، ولا يؤثر الشرود المتعمد بشكل سلبي على التفكير مثلما يفعل الشرود العادي، وهنا يجب التنويه إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى تدريب متكرر ليستطيع الإنسان الوصول إلى نتائج مرضية.

احصل على بعض المرح والمتعة:

قد يكون الحصول على بعض الفكاهة أثناء أدائك لعمل معين يحفز القشرة الدماغية على العمل بشكل أفضل، وهذا ما رصده بعض علماء النفس بأن “الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر مرحاً “.

لذا قد يساعدك أداء بعض التمارين على إعادة تنشيط الدورة الدموية في جسمك، وهنا ننصح بتكرار ذلك مرة واحدة لمدة 3 دقائق بين الحين والآخر، أو ربما مشاهدة مقطع مضحك ما يزيل عن كاهلك شعور الإرهاق المتسبب بإرعاج لك.

تحدى نفسك:

كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة؟ قد يتطلب الأمر أحياناً بعض الجدية، لا سيما وقت الامتحانات التي يكون الطالب فيها قد أهمل الدراسة طيلة الفصل وحرص على إنهاء مقرر كامل في يوم واحد، وهنا قد يقع الطالب نتيجة الإحباط والتفكير السلبي عندما يشاهد كمية الأوراق والمحاضرات أو عدد الدروس المتبقية.

لذا ننصح هنا بهذه الحالة أن تساعد نفسك في التركيز، مثلاً عند الدرس الأول اعرف كم من الوقت سيحتاج منك للانتهاء منه، وحاول أن تعطي الدرس التالي وقتاً أقل بنسبة صغيرة، ما يعني أنك ستستطيع إنجاز دروس أكثر بوقت أقل، وهناك نصائح أخرى تتمثل بقراءة المادة قراءة سريعة باعتبارها تدريب ذهني للدماغ يساعد الطالب على تذكر أشياء مهمة أثناء القراءة السريعة لأول مرة.

هناك الكثير من التحديات القابلة لتنشيط دماغك وتحسين مزاجك، لذلك حاول إيجاد تحديات جديدة في كل مرة وقارن بين النتائج التي وصلت إليها بعد كل تحدي.

خذ استراحة كافية:

كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة؟ قد تكون 15 دقيقة استراحة بعد 90 دقيقة عمل أو دراسة مهمة جداً، إن كنت قادرا على التركيز لفترة أطول فالاستراحة عند الوصول لحد معين من التفكير والعمل المتواصل تصبح ضرورية جداً، يمكن للاستراحة أن تكون تناول كوباً من الشاي أو فنجاناً من القهوة مع النصح بعدم الإفراط بتناول المنبهات، وإن كنت غير قادر على أخذ الاستراحة خلال ساعات عملك ننصحك بتخصيص وقت معين تنال فيه الراحة بعيداً عن كل الأعمال أو الأمور التي قد تعيدك لجو الضغط والعمل.

يؤدي الاستمرار بالعمل والانهماك فيه بالشكل الكبير إلى عدم التركيز في التواصل مع الأشخاص الآخرين أو القيام باتخاذ قرارات خاطئة وإبقاء الجسم في حالة تنبيه عصبي مستمر ما يعني الضغط عليها لفترات طويلة.

غير وضعية جلوسك، استلقي إن كان عملك واقفاً أو وراء المكتب لفترات طويلة، حاول الجلوس في أماكن طبيعية مليئة باللون الأخضر الذي يساعد على استراحة البصر وعودة القدرة على تواصل البصري الجيد.

لا تجعل اليأس مسيطراً!

كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة؟ لا تصل بتفكيرك لمرحلة اليأس الذي قد يقضي على ساعات من الجهد والتعب، فمثلا قد تواجه في حل بعض التمارين طرق مسدودة، لذا لا تبقى عندها وانتقل إلى أفكار وتمارين أخرى، دون ملاحظاتك التي قد تراجع بها أحد أصدقائك أو أساتذتك لتسطيع مراجعة المشاكل التي واجهتك، عد إليها ثانية بعد ذلك ستجد أنك أصبحت قادراُ على حلها بكل سهولة.

الأمر ينطبق على الكثير من الأعمال والمهام التي قد تواجهنا فيها بعض المشاكل، فكر خارج الصندوق وكن منفتحاً وإيجابياً بشكل منطقي، ولا تكلف نفسك جهداً فوق طاقتك.

بالنهاية يحتاج كل منا لمساحة من الإدراك والوعي لمعرفة الأمور التي تساعده في تعديل مزاجه والحالة الذهنية التي يعيشها بشكل متكرر، وصولك لهذه الفقرة يعني أن قد استطعت التركيز لمدة خمس دقائق لقراءة جميع الأفكار السابقة ويعتبر هذا تدريب عملي لعملية التركيز، إن استغرقت وقتاً أطول من ذلك فإن هناك مصادر تشويش تحيط بك أو تسيطر على دماغك.

اكتب لنا عن الأمور التي قمت بتجريبها وأعلمنا بنتائج ذلك عليك، وإن كان هناك نصائح أخرى حول كيف تزيد من التركيز أثناء الدراسة اكتبها لنا لتعم الفائدة.